“ونحن ما نزال نبحث عن حيوانات تصلح للتشبيه: قوي كالثور أو كالحصان, غادر كالذئب, ماكر كالثعلب, أمين كالكلب, أليف كالهرة, صبور كالحمار, عنيد كالبغل, قبيح كاالقرد, كبير كالفيل ..ولكن ظل الحيوان الآخر آكل اللحوم المتلذذ بالتعذيب والقتل والتقتيل والتمثيل بالجثث من دون اسم.”
“ولكن التعذيب بالتدريج يتسبب في حدوث تغييرات في المعذِب ذاته إضافة إلى التغييرات التي تحدث للمعذَب، فقد كان القضاء على الخصم يتم بالقتل، ولكن من خلال التعذيب، ومن خلال التخويف، بمعنى تحذير الناس من أن يفعلوا ما يعرضهم للتعذيب, يتم قتل الخصم، والآخرين، من الداخل من دون قتله، أو قتلهم، جسديا.”
“ليس هناك قدر محتوم على البشر أن يتحولوا إلى جلادين وضحايا, ولكن أنظمة القمع والاستغلال هي التي تريد إبقاء البشر عند مرساة الحيوانية الغريزية الأولى, وحين يحاولون الخروج من هذه الشروط تثبتهم فيها أو تنزلهم إلى ما هو أحط من الحيوانات من خلال القسر وبأدوات بشرية تتحول هي الأخرى إلى ما هو أحط من الحيوان, فتثبت نظرتها العرقية الفوقية إلى العنف الوحشي لهؤلاء الناس الذين "لم يتجاوزوا مرحلة الحيوانية".”
“إن من أبرز أساليب الإعداد للحرب الأهلية إقناع كل طرف أن الطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، خطر على الوطن أو الدين أو المجتمع.”
“والجلاد إذا يرى في الضحية - الخصم اذى للبشر لأنه عدو للبشر أو أنه من غير البشر. ولم تكن النظرة العرقية, في البدء, تجعل الجلادين يحسون بأنهم يؤذون بشرا, بل هم يخلصون البشرية من انصاف البشر الضارين (فالنصف الآخر في كل منهم شرير وحقير وغير إنساني ومؤذ للإنسانية) أو هم يروضون أنصاف البشر هؤلاء, كما يروضون الجياد والبغال والحمير, لكي يصبحوا صالحين لخدمة "البشر الأسوياء".وتزداد هذه النظرة إلى الخصم عمقا واتساعا, فلا يكتفي الجلاد, والجلاد هنا ليس فقط ذلك الذي يمارس التعذيب, بل هو الذي يقوده ويوجهه, بأن يرى الخصم حيوانا, بل يرى الطرف الأخر كله (القبيلة الاخرى كلها , الحزب الآخر, الشعب الآخر, القومية الأخرى) حيوانات. ومن هذه النظرة الفوقية الاحتقارية للآخرين تتولد نظرية الامتياز العرقي (الامتياز القومي وشعب الله المختار).”
“حين تسكت عن حقك الواضح، بسبب الخوف غالباً، فإنك لن تتوقع من الآخر أن يحترم لك هذا الحق، سيتصرف في المرة القادمة وكأن التطاول على حقوقك من المسلمات.”
“يريد المضطهِد أن يقمع شيئا محددا في المضطَهد هو جوهر حياته, أو أحد أهم المستلزمات لحياته, لأنه يريده نصف حي. النصف الآخر "الزائد" هو الإرادة أو الحرية والكرامة. وهذه فوائض من المضطَهد لا يريدها المضطهِد.”